قَبلَ الإرتِطامِ بِرَبيعِ قلبِكِ..
كَانتْ كُلَّ فصُولَ عمرِي خَريفاً
نَاشفاً وَ سَحابَة هِجرَانٍ سَودَاءْ
تَتغنَّى بِالشتَاءِ كُلّمَا غدر وَ أنتِ خَائفَة..
وَ تتنكّرُ الشمْسُ فِي عُذرِيتهَا الأُولَى
تَماماً كَمَا تَفعلِينَ
حِينَ تتنهدِينَ بِابتسَامةٍ زَائفَة..
اعتدتُ هَدرَ دَفاتِرِ أفكارِي
فِي الوفَاءِ لِجثتكِ المُرتجِفَة
كُلمَا هَممتُ بادِّعَاء
الحُبِّ عَلى شِفَا التبعثُرِ..
تَوقفِي عَنِ الرَّحِيلِ كُلمَا عُدتُ..
بَلْ توقفِي عَنِ العَودةِ
مِرَاراً كُلمَا رَحلتْ
وَ دَعينَي أدخلُ فِي سُباتِ عِشقِي
أستَعدُّ خِلاَلهُ للنِّسيَانِ القادِمْ..
مِثلكِ لَا يَستحقُّ السُّقوطَ أبَداً..
سَأقلِبُ قانونَ جَاذبيتِي
كَيْ ترْتفعِِي فِي سَماءِ رَجُلٍ غَيرِي
لَا يُجِيدُ الكِبريَاءَ المُقطّرْ بِمرَارَة الزَّمنْ..
وَ سَأكُونُ مَديناً إنْ تَمكَّنتْ
دَقاتُ قلبِهِ مِنْ احتِوَاءِ نَبضِكِ
المُترعْ تَرفاً
لِأننِّي سَبقَ أنْ لَفظتُكِ بِتعفُّفٍ
مُؤمِنٌ وَ خُضْتُ فِي نَوبَةِ صِيامٍ أبَديّة..
لنْ أتَلصَّصَ بَعدَ اليوْمَ عَلَى
وَشوشَاتِ أحلامِكِ حِينَ تنَامِينْ..
وَ لاَ عَلى هَمهمَاتِ تَأملاَتكِ حِينَ تُصَلِّينْ..
وَ لَنْ أتذكَّرَ أبداً لَمسَاتَ الوَلعِ
التي قَطنَتْ قلبِي العَاطلُ عنكِ
إلّا بِلسْعَةِ فِراشٍ رَاحِلْ
وَعَدتُ نَفسِي ألّا يَجدَ طَريقِي
بَعدَ ، بَعْدَ أنْ تُبتْ..
بَلْ إني أعِدكِ أنَّنِي لَنْ أنْصِتَ
إلَى هَمسَاتكِ الدَّافِئةِ جُمودَ بَردٍ ذَاتَ شِتاءٍ..
لقدْ مَنيتُ نَفسِي بِخيبَةٍ تائِهَة
أهْدِيهَا لكِ مَسَاءَ
عِيدِ الرَّاحِلينَ حَيثُ وَدَّعْتُكِ إِلَى الأبَدِ..
إيَّاكِ أنْ تُكَسِّرِي مَوعِدَ الخِذلانِ
بِالقدُومِ إيَّاكْ..
ثُمَّ إيَّاكِ أنْ لَا تُرسِلِي ذُبَالَ
أزهَارِنَا فِي جَنازَةِ رِفَاثِي إلَى مَلاَذِي الكَسيرْ....
.. دَعِينِي لِلَحْظَةٍ أتأمَّلُ إحْسَاسَ
النِّسيَانِ وَلَوْ بِوهمٍ عَاقِرْ..
دَعِينِي لِوهلَةٍ أتعثرُ فِيكِ وَلاَ أنزِفْ..
دَعِينِي لِلَحْظَتيْنِ أنسَى أنَّنِي نَسِيتُ وَ سَأكُونُ مُمتنّاً..
أصْبحْتُ بَرِيئاً جِدّاً مِنْ دُوَارِكِ
الثمْلُ حِينَ التقينَا أَوَّلَ لَهفَةٍ..
وَ لَمْ أعُدْ أطِيقُ الإنتِظَارَ فِي مَواعِيدٍ
عِِشقِيَّةٍ ، مَخَافَةَ انتِهَاكِ حُرْمَةَ شَوْقٍ
كَانتِ النُّجُومُ قدْ اعتَادَتْ البُكَاءَ
عَلَى أنغَامِهِ كُلَّ مَطرٍ..
وَحدَهَا تُجِيدُ العَبرَاتَ كَمَا تَفعَلِينْ..
وَ وَحدِي وَحِيداً أجِيدُ الغَرَقْ..!
لِفرطِ الإحتِضَارِ مَا عُدتُ أنتظِرُ المَوتَ..
أزَلتِ كُلَّ الأقفَالَ عَنْ رُوحِي
وَ تَرَكتِنِي حُرّاً فِي مَرمَى
لاَ تَلمَحُهُ عَينَاكِ الزَّائِفتَانِ..
وَ لَا تَبْلغُهُ يَداكِ البَارِدَتانْ
كَجُثتِ الليَالِي التي جَمعتنَا
وَ تَراهَا الآنَ فِي تمدُّدٍ خَائِفٍ
عَلَى قَارِعَة النُّكرَانِ تُجَافِي الوَجعْ..
لَابُدَّ أنْ تَكونِي شُجَاعَةً جِداً
لِتَقدُمِي عَلَى الحُبِّ مَرَّةً أخْرَى..
وَ لَابُدَّ أنْ تُفرِطِي فِي حِسَابِ المَسافَاتْ
حَتَّى لَا تَرطُمِي خَرِيفاً آخَرَ
فِي طَرِيقِ أمطَارِكِ الجَارِفَة..
عَبثِي الأوَّلَ فِي مُذكرَاتكِ كَانَ قُبلَةَ
بَرِِيقِ أزهَاِر حَديقتِنَا السَّرمَدِيّةَ
التي زَرَعتُهَا عَلَى شُرفَاتِ القمَرِ لَيلَة تَيْهٍ..
وَ عَبثِي الأَخِيرْ سَيكُونُ اقتِلاَعَ
تِلكَ الوَرقَة مِنْ جُذورِهَا دُونَ أثَرٍ..
خِشيَةَ أنْ تَتهوَّرَ فِي عِقدِ مَوعِدَ صُلحٍ
بينَ ذِكرَيَاتنَا بَعدَ أنْ بلغَ النسيَانُ فيكِ عَميقاً وَ تَجَذَّرْ..!
للحديث بقية!