تقدم ...
لا تتردد ...
فهنا ستتذوق طعما للحرف ..
مترنما بلحن الحنين ..
بين الماضي و الحاضر..
في زمن مضى..
كنت أعتصر الحرف اعتصارا..
أنسج منه خواطر و أشعار..
موسيقى و ألحان..
لوحاتي المخملية علقت على جدران ذاكرتي..
متخمة بالجمال كانت..
معطرة بعود معتق.. قدّ من رحم الإبداع..
منارة..
كانت تنير كل وجهاتي..
في تلك الليالي الطوال..
..
كان كل ذلك في زمن مضى..
لكن الحرف اليوم يعتصرني اعتصارا..
ينسج مني خيوط العجز..
فكل شيء يستعصى علي نقشه..
ذلك الإحساس الرقيق و حتى ذاك المؤلم منه..
لم أعد أتقن وصف أي منهما..
كلاهما بات حصنا منيعا..
يصعب علي اختراق أسواره..
..
اشتقت حروفي جدا..
و اشتقت زمن ترويضها..
يوم كانت تنساب على الورق..
بكل أنفة و عزة..
يوم كانت تتزاحم لتغادرني..
كما تغادر تلك اللآلئ محارها بكبرياء..
لكني فقدت الأمل في أن تعود إلى عنفوان شبابها..
فقد شاخت..
و منعتني من الاستماع بها..
لذا بدأت أنا أمتنع عنها أيضا..
لعلي أحفظ لقلمي كرامته..
بدل أن يستمر في استعطافها..
أجبرته على أن يعتزلها..
فإما أن تعود خاضعة..
أو أنه لن يكون لنا معها إلا القطيعة..
..
مخرج:
زارتني اللحظة رائحة الكتابة..
وددت لو تزينت لاستقبالها..
كما كنت أستقبل العيد أيام الطفولة..
فمن فرط شوقي لها..
بت ألاحق تلك الأشياء التي بقيت منها في كياني..
و أستحضر ما بقي منها حبيس الذاكرة..