في العيد تبتسم الحياة!
في العيد تهتز القلوب النائية.
في العيد تزدهر الطفولةُ ثم تُوْرِقُ من جديدْ
يتعانق الأبناء بالأبناءِ
يتصافح الخلان بالخلانِ.
في العيد تنسلُّ الضغينة كالجبانْ
تتفتح الأنوار مثلُ ابتسامات الصغارْ
يعلو الجميعَ مباهجُ القبس المنيرْ
الناس في مرحٍ
والكل في فرحٍ
الوالدان عليهما عبقُ الأبوة ظاهرا
والأمُّ منْ كالأم!!
كالنحلة المعطاء
كالمُزْنَةِ الشماء تضحك للنماء
وتضم أبناءً لها كقرار الماء في روض بهيّ
ولزوجها أنفاسُ حقلٍ من شذا أو ياسمينْ.
في العيد تلتئم الرحمْ
كلحاء ساق قد تهتك وهو ينتظر السماء
يخضر في شوق وفي حب حبيب
لله عيد ما أُحَيْلَى أرضهُ
لله عيد ما أُجَيْمَلَ أُنسَه
لله عيد ما أُحَيْسَنَ لُطْفَه.
ذِكْرٌ وتسبيحٌ وِبرّ
نُسُكٌ تُؤَدى في المشاعر والصفا
ثم يصعد من نوى السعي ومن طاف في ساح الحرم
لينال أجر الطائعين ذوي البصائر والحِجا
أرأيتَ أجملَ من مشاهد َفي الصفا أو في مِنَى!
عرفات في أجوائه يحلو الدعاء
ويطيب ذكر رب العالمين
إن الجميع ضيوفُ ربٍ يغفر الذنب الكبيرْ.
فارحم إلهي ضعفَنا
وارددْ إلينا شملنا
أنت المغيثْ
يدعوك عبد راجيا
عفوا وصفحا من ذنوب ولَمَمْ
نحن في الشام وفي بورما وفي .. وفي ..
جوعى وجرحى ثم مرضى ثم موتى
يا رب لا تعاملنا بمن يعصيك منا
أولو القلوب القاسية
لسنا سواء
ما زال فينا من يبارز ربه متكبرا متجبرا وهو الضعيفْ
يلهو ويضحك لاهيا
أو باذخا
وأخوه في شظف من العيش النَّكِدْ
لا مأوى ولا ملجأ ولا مشفى
ما زال فينا من يريد النصر عاريا من كل خير أو فضيلة!!!
أو مائلا ذات اليمين أو ذات الشمالْ
ثم يرجو النصر من ربٍّ غني!
واللهِ لا يؤمن والله لا يؤمن
من بات شبعاناً
وجاره في حالة من البؤس اليتيم
ثم يرجو النصر من رب غني
كيف هذا!!
أيها العيد الجميلْ
لا تؤاخذنا إذا لم نبتسم في ذا الصباح
فالعيد حب ولقاء
والعيد عطف وسخاء
والعيد قُرْبٌ ورجاء
والعيد عزْمٌ وغَنَاء
والعيد هَجْرُ الناس أثوابَ الشقاء
أيسوغ في شرع الحنيفة أن يعيش كثيرنا في ضائقة!!
وغنيُّنا لاهٍ وغافلْ
لا يفكر في البطون الجائعة
لا تؤاخذنا أيها العيد إذا لم نبتسم في ذا الصباح