لا اعلم كم مضى من الوقت و انا لم اعد اعرفني؟؟!!
هل هي سنين طويلة.. انسلخت فيها من نفسي لأكون تلك الحالمة بغذ أفضل غير آبهة لما يحدث اليوم؟؟
غير مبالية بكل تلك الحقائق المخيفة التي تحفني؟؟
مندفعة،،، تطلق خطواتها بعشوائية و تلقائية غريبتين؟؟
تركز فقط على ذلك القادم من بعيد.. ذلك الذي يحمل في ثنايا ابتسامته احساسا جارفا بأن اليوم أجمل..
احساسا بالسعادة لن و لم تتوقع أن تجود بها الليالي السود الطوال.. التي طالما جافاها المنام فيها..
و لم تكن تجد لها من مؤنس فيها غير الدموع..
رثت فيها قلبا ذبيحا أجبره الذهر أن ينزف دما أسودا كلما تذكر كم الأسى الذي مافتيء يتملكه؟؟!!
أرجوك أيها التاريخ أخبرني..
هل مضت سنوات و أنا لاا أعرفني؟!!
أم أنها مجرد لحظات وردية سرقتني مني .. لتوهمني أن زمن الحزن قد ولى..
و ما إن اندفعت أنا نحوها،، و أوقدت شموع البسمة لأبدء طقوسا جديدة تلائمها،، حتى أدارت إلي ظهرها..
و نهتني بكل قسوة أن أكف عن التطلع لكل ما هو ليس لي؟؟؟
أو حقا أني لا أستحقها؟؟
أو حقا أني لا أستحق أن استكمل ما تبقى من حياتي في سلام و سعادة؟؟
ما الفرق بيني و بين كل باقي المخلوقات؟؟ كلها تمر بأوقات عصيبة لكن أحزانها لا تدوم!!
فسرعان ما تستبذل حزنا بفرح.. و كآبة بسعادة؟؟
ما الفرق بيني و بين الشمس؟
تشرق مبتهجة كل يوم ؟؟ و تطلق العنان لأشعتها لتروي الكون ضياء..
صحيح أنها تختفي حزينة ساعة الغروب.. لكن اليأس لم يتملكها يوما!! لأنها على يقين أنها ستكون على موعد قريب مع الشروق مجددا؟؟
..
ما الفرق بيني و بين الربيع؟؟
يطرده الصيف بقسوة كل سنة.. لكنه متأكد أن غيابه لن يطول..
و سيعود مزهرا بأنفة لينشر عبق الورود في كل الدنيا..
و يبتهج بألوانه الخلابة التي تسلب اللعقول و القلوب ؟؟
..
لماذا أنا؟؟
لماذا يتملكني اليأس وحدي؟؟
كلما حاولت الابتسام زعزعتني دمعة متحجرة لم يطل في الاصل وجودها في محجري؟؟
لماذا يستمتع الواقع بغسل جراحي بذاك الماء المملح الذي يعذبني أكثر من أنه ينظفها؟؟
لماذا تهوى الحياة أن تنتقم من وجودي بنزع كل ما حاولت أن أملك يوما؟؟
فهل تراني أخطأت في حقها باستمراريتي حية أتنفس؟!
المعظلة هي أن يأبى علي الموت أن أملكه كذلك و يمنعني منه!!
..
سجل عندك أيها التاريخ..
أنني مررت من هنا اليوم أيضا أرثي حظي البائس!!
و أخبره أنني لم أتمنى شيئا في حياتي بالقدر الذي تمنيته هو..
أخبره أن الحياة دائما تعاندني..
تسعد هي دائما لحزني .. و لم يعد بمقدوري مقاومة كل تلك المأساة التي تتربص بي..
غدوت مكسورة.. ضعيفة.. أتألم..
لا أقوى على مقاومة كل تلك المسافات التي تحيط بنا..
لكنني أحبه!!
و ما أحببت أحدا في حياتي بقدرما أحبه..
فرجاء لو كان يمتلك بعضا من القوة للوقوف في مهب الظروف فليغثني بها..
فليعطني جرعة لألملم بقايا الأسى و الحزن الذان يملآني..
و أتنفس بعضا من الحب النقي لينعشني..
و إن لم يتبقى لديه منها فليعلم أنني أمسيت رماد إنسان.....